السبريد هو مصطلح يستخدم في عالم التداول ليصف الفرق بين أسعار البيع والشراء لأداة مالية معينة. يشكل السبريد جزءاً أساسياً من تكاليف التداول التي يجب على المتداولين أخذها في عين الاعتبار عند إجراء أي عملية حيث أنّه من العوامل الرئيسية التي تؤثر في قرار المتداولين في السوق المالي. من خلال هذا المقال، سنتعرف على معنى كلمة spread، أنواعه، كيفية احتسابه، والعوامل التي تؤثر على حجمه.

ما معنى Spread؟

السبريد ببساطة هو الفرق بين سعر العرض (سعر البيع) وسعر الطلب (سعر الشراء) لأداة مالية في السوق. عند التعامل في الأسواق المالية، يتم تحديد الأسعار بناءً على تفاعل العرض والطلب، مما يعني أن سعر البيع (العرض) هو السعر الذي يمكن للمتداول بيع الأداة المالية به، بينما سعر الطلب هو السعر الذي يمكنه شراء الأداة المالية به.
في أسواق الفوركس، على سبيل المثال، يحدث تداول العملات بين سعر العرض وسعر الطلب. لنأخذ مثالاً عملياً: إذا كان المتداول يرغب في شراء زوج من العملات مثل اليورو والدولار الأمريكي (EUR/USD)، فإنه سيشتري بسعر الطلب ويبيع بسعر العرض. ويُعتبر الفرق بين السعرين، أي السبريد، هو التكلفة الإضافية التي يتحملها المتداول عند تنفيذ الصفقة.
قد يبدو السبريد صغيراً في بعض الأحيان، لكن مع مرور الوقت ومع كثرة الصفقات، قد يؤدي إلى تأثير ملحوظ على ربحية التداول. خاصة بالنسبة للمتداولين الذين يتداولون بشكل متكرر أو يستخدمون استراتيجيات قصيرة الأجل مثل التداول اليومي أو التداول السريع(Scalping). إن فهم السبريد يمكن أن يساعد هؤلاء المتداولين في تحديد التكلفة الحقيقية لصفقاتهم وبالتالي في تحسين استراتيجياتهم.

أهميّة السبريد

السبريد ليس مجرد فرق بسيط بين سعر الشراء وسعر البيع، بل هو جزء أساسي من تكاليف التداول التي يجب أن تضعها في اعتبارك عند اتخاذ أي قرار استثماري. كلما كان السبريد ضيقاً، كان بإمكان المتداول تحقيق ربح أكبر من تحركات السوق الصغيرة. وهذا أمر هام جداً بالنسبة للمتداولين الذين يعتمدون على استراتيجيات سريعة ومرنة، مثل التداول اليومي أو التداول على المدى القصير.

من ناحية أخرى، عندما يكون السبريد واسعاً، يصبح من الصعب تحقيق ربح من تحركات الأسعار الصغيرة، مما يعني أن المتداولين يحتاجون إلى تحرك أكبر للأسعار لتغطية هذا الفارق. وبالتالي، فإن السبريد الواسع يمكن أن يقلل من فرص الربح ويزيد من تكاليف التداول بشكل عام. لذلك، غالبا ما يبحث المتداولون عن وسطاء يوفرون سبريد ضيق من أجل تحسين أداء التداول وتقليل التكاليف.

يعكس معنى السبريد أيضاً السيولة في السوق. فكلما زادت السيولة، انخفض السبريد، حيث يتوفر المزيد من البائعين والمشترين في السوق، مما يجعل من السهل تنفيذ المعاملات بدون التأثير الكبير على الأسعار. وبالتالي، في الأسواق ذات السيولة العالية مثل أسواق العملات الرئيسية (EUR/USD، GBP/USD)، يكون السبريد ضيقاً عادة، بينما في الأسواق ذات السيولة المنخفضة، مثل أسواق العملات الثانوية أو السلع الأقل تداولاً، يكون السبريد أوسع.

أنواع السبريد

السبريد الثابت

السبريد الثابت هو الذي يبقى ثابتاً بغض النظر عن تقلبات السوق أو الظروف الاقتصادية. هذا النوع من السبريد يمكن أن يكون مفيداً للمتداولين الذين يفضلون التداول في بيئة مستقرة حيث يعرفون مسبقاً مقدار تكلفة تنفيذ الصفقات. على سبيل المثال، إذا كان السبريد الثابت بين زوج من العملات مثل اليورو \ الدولار الأمريكي يساوي نقطتين (2 pips)، فإن المتداول سيعرف دائماً أن هذا هو الفرق الذي سيدفعه عند إجراء عملية شراء أو بيع.
عادةً ما يتم تقديم السبريد الثابت من قبل وسطاء الفوركس الذين يوفرون بيئة تداول ذات شفافية ثابتة، مما يساعد المتداولين في تخطيط استراتيجياتهم بناءً على تكلفة التنفيذ الثابتة.

السبريد المتغير (أو المتذبذب)

السبريد المتغير، والذي يعرف أيضاً بالسبريد العائم، هو الذي يتغير بناءً على الظروف السوقية مثل السيولة والتقلبات. هذا النوع من السبريد عادة ما يكون أضيق خلال فترات الاستقرار السوقي وأكثر اتساعاً خلال فترات التقلبات العالية أو السيولة المنخفضة. على سبيل المثال، عند انتشار أخبار اقتصادية هامة أو عند حدوث تقلبات شديدة في السوق، قد يصبح السبريد أوسع لأن الأسواق تصبح أكثر تقلباً.
يتم تحديد السبريد المتغير بناءً على العوامل السوقية، مما يعني أن المتداول قد يواجه صعوبة في التنبؤ بحجم السبريد في وقت معين. رغم أن السبريد العائم قد يكون أقل تكلفة في الظروف السوقية المستقرة، إلا أن المتداولين يجب أن يكونوا مستعدين لتكبد تكاليف إضافية في فترات التقلب.

كيفية احتساب السبريد

لاحتساب السبريد، يتم ببساطة طرح سعر العرض من سعر الطلب. وعادة ما يتم قياس السبريد بوحدات تُسمى النقاط (pips) في أسواق الفوركس. على سبيل المثال، إذا كان سعر الطلب لزوج من العملات مثل EUR/USD هو 1.1050 وكان سعر العرض هو 1.1048، فإن السبريد يكون نقطتان (pips2)، ويمكن احتسابه كالتالي:
السبريد = سعر الطلب – سعر العرض = 1.1050 – 1.1048 = 2 نقطة
عادة ما تكون النقاط هي وحدة القياس في أسواق الفوركس، ولكن في بعض الأسواق الأخرى، قد يتم قياس السبريد باستخدام وحدات مختلفة مثل البنسات أو الين، بناءً على الأداة المالية التي يتم تداولها.

مثال:
لنأخذ مثالاً آخر لمزيد من التوضيح. إذا كان لدينا زوج العملات USD/JPY حيث سعر الطلب هو 110.50 وسعر العرض هو 110.48، فإن السبريد في هذه الحالة سيكون:
السبريد = 110.50 – 110.48 = 0.02 نقاط
هذا يعني أن السبريد أو الفارق بين الطلب والعرض في هذا المثال هو 0.02 نقطة. بناءً على هذه الحسابات، يمكن للمتداول تحديد التكلفة التي سيحتاج إلى تحملها عند فتح الصفقة.

العوامل المؤثرة في حجم السبريد

  • السيولة في السوق: السيولة هي قدرة السوق على تنفيذ المعاملات بسرعة وبدون تأثير كبير على الأسعار. في الأسواق ذات السيولة العالية، مثل أسواق العملات الرئيسية، يكون السبريد عادة أضيق لأن هناك عدد أكبر من المشترين والبائعين، مما يقلل من الفروقات بين أسعار البيع وأسعار الشراء. على سبيل المثال، في تداول زوج EUR/USD أو GBP/USD، تكون السيولة عالية وبالتالي تكون الفروق بين العرض والطلب ضيقة. على العكس، في الأسواق ذات السيولة المنخفضة مثل أسواق العملات الثانوية أو السلع الأقل تداولاً، قد يكون السبريد أوسع لأن هناك عدد أقل من المشترين والبائعين، مما يجعل من الصعب تنفيذ المعاملات دون التأثير على السعر.
  • التقلبات السوقية: التقلبات السوقية هي عامل آخر يؤثر في حجم السبريد. عندما تكون الأسواق غير مستقرة أو تتحرك بسرعة، يميل السبريد إلى التوسع. على سبيل المثال، في أوقات صدور الأخبار الاقتصادية الهامة مثل بيانات الوظائف أو قرارات الفائدة من البنوك المركزية، قد يتسع السبريد بشكل كبير لأن الأسواق تصبح أكثر تقلباً. كذلك، في فترات الركود أو الأزمات المالية، قد تصبح الأسواق غير مستقرة، مما يؤدي إلى زيادة السبريد.
  • أوقات التداول خلال اليوم: يختلف حجم السبريد حسب وقت التداول. في فترات معينة من اليوم، مثل بداية ونهاية الجلسات التداولية في الأسواق الرئيسية، قد يكون السبريد أضيق. بينما في فترات أخرى، مثل الفترات بين الجلسات أو خلال عطلات السوق، قد يصبح السبريد أوسع بسبب انخفاض حجم التداول.

كيف يؤثر السبريد على التداول؟

نقاط الدخول والخروج

يعد السبريد أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على نقاط الدخول ونقاط الخروج للمتداول. عندما يكون السبريد واسعاً، يصبح من الصعب تحقيق ربح على المدى القصير. على سبيل المثال، إذا كان السبريد بين سعر العرض وسعر الطلب واسعًا، فإن المتداول بحاجة إلى تحرك أكبر للأسعار ليتمكن من تحقيق الربح. هذا يعني أن السوق يجب أن يتحرك بشكل أكبر لصالح المتداول كي يتغلب على تكلفة السبريد. بالنسبة للمتداولين الذين يركزون على التحليل الفني أو الاستراتيجيات القصيرة الأجل، يمكن أن تكون تكلفة السبريد أكثر وضوحاً. إذا كانت فروقات الأسعار بين الشراء والبيع واسعة، سيتعين على المتداولين الانتظار لفترة أطول أو تكبد تكلفة أكبر لتحقيق الربح من تحركات السوق، وهذا يمكن أن يقلل بشكل كبير من جدوى استراتيجياتهم.

تكلفة التداول

تعد تكلفة التداول واحدة من أهم النقاط التي يجب أخذها في الحسبان عند اختيار استراتيجيات التداول. السبريد هو أحد مكونات هذه التكلفة، حيث يتعين على المتداول دفع الفرق بين سعر البيع وسعر الشراء لكل صفقة يتم تنفيذها. عندما يكون السبريد ضيقاً، فإن تكلفة التداول تصبح أقل، مما يتيح للمتداولين فرصًا أكبر لتحقيق الربح.
إذا كان السبريد ضيقاً، يتم تقليل المبلغ الذي يجب على المتداول دفعه عند دخول الصفقة أو الخروج منها، مما يعني أن المتداول يمكنه تحقيق ربح أكبر من التحركات الصغيرة للسعر. بالمقابل، إذا كان السبريد واسعاً، فإن المتداول قد يحتاج إلى تحرك أكبر للأسعار لتغطية الفرق وتحقيق الربح.

كيف تبدأ التداول مع سبريد تنافسي؟

عند بدء التداول، من الضروري اختيار وسيط تداول موثوق يقدم سبريد شفاف ومنافس. يمكن للسبريد الضيق أن يساعد في تقليل تكاليف التداول، مما يوفر للمتداول فرصة لتحقيق نتائج أفضل. يضمن الوسيط الموثوق تقديم أسعار تنافسية مع تنفيذ سريع وأدوات تحليلية قوية. من خلال اختيار الوسيط الصحيح، يمكن للمتداولين تقليل التكاليف والتداول بشكل أكثر كفاءة.

افتح حساباً تجريبياً

من أهم خطوات النجاح في سوق التداول هي تطوير خطة تداول محكمة. يجب أن تتضمن هذه الخطة تحديد أهدافك، استراتيجيات الدخول والخروج، وكذلك كيفية التعامل مع تكاليف السبريد. عند تطوير الخطة، يجب أن تأخذ في الاعتبار أن السبريد يؤثر بشكل كبير على ربحية الصفقات القصيرة الأجل والطويلة الأجل. كما يجب تضمين استراتيجيات للتحكم في المخاطر مع مراعاة تكلفة السبريد بشكل خاص.

ابدأ التداول مع JustMarkets

إذا كنت تبحث عن بيئة تداول ممتازة مع سبريد ضيق، فإن JustMarkets هو الخيار المثالي لك. يقدم هذا الوسيط منصة تداول متقدمة مع سبريد تنافسي يتيح لك تحقيق أفضل شروط التداول. مع JustMarkets، يمكنك الاستفادة من تكاليف منخفضة على الصفقات دون التضحية بالجودة أو الخدمة. افتح حسابك اليوم وابدأ تجربتك في التداول بظروف مثالية.

استراتيجيات لتقليل تكاليف السبريد

التداول خلال ساعات الذروة

من أبرز العوامل التي تؤثر في حجم السبريد هو السيولة في السوق. خلال فترات الذروة أو ساعات التداول الرئيسية، يكون السوق أكثر سيولة، مما يؤدي إلى انخفاض السبريد. يفضل المتداولون الذين يسعون لتقليل تكاليف السبريد التداول خلال هذه الأوقات التي تكون فيها الأسواق العالمية مثل نيويورك ولندن في ذروة نشاطها. في هذه الفترات، يمكن للمتداولين الاستفادة من السبريد الضيق وتحقيق صفقات أكثر كفاءة.

على سبيل المثال، من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة 4 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، يكون النشاط في أسواق الفوركس مرتفعاً، مما يؤدي إلى تقليل السبريد. يساعد هذا التوقيت المتداولين في الحصول على أسعار أفضل وتنفيذ صفقاتهم بشكل أسرع.

تجنب فترات التقلبات العالية

تعتبر فترات التقلبات العالية من الفترات التي تتوسع فيها الفروق بين أسعار العرض والطلب. في أوقات الأخبار الاقتصادية المهمة مثل بيانات البطالة أو قرارات الفائدة، يمكن أن يشهد السوق تقلبات شديدة، مما يؤدي إلى اتساع السبريد بشكل ملحوظ. أثناء هذه الفترات، قد يجد المتداولون أن السبريد يصبح أكبر، مما يزيد من تكلفة التداول.

يجب على المتداولين الحذر من هذه الفترات والتأكد من أنهم على دراية بتوقيت الأخبار المهمة قبل اتخاذ أي قرارات تداول. في بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل تجنب الدخول في صفقات خلال فترات التقلبات العالية أو استخدام استراتيجيات تحوط لتقليل التأثير السلبي لتقلبات السبريد.

استخدام أوامر الحد

أحد الاستراتيجيات الفعالة لتقليل تأثير السبريد هو استخدام أوامر الحد، وهي أوامر تحدد سعر الدخول أو الخروج من الصفقة، مما يساعد المتداول في تحديد النقطة التي يرغب في تنفيذ الصفقة عندها. باستخدام أوامر الحد، يمكن للمتداول تقليل تكلفة الدخول والخروج حيث يمكنه تحديد السعر الذي يناسبه والابتعاد عن السبريد الذي قد يتغير بشكل غير متوقع.

عندما يتم استخدام أوامر الحد بشكل استراتيجي، يمكن للمتداول السيطرة على توقيت صفقاته بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تقليل التكاليف المرتبطة بالسبريد.

خاتمة

إن فهم معنى السبريد بشكل دقيق هو خطوة أساسية لتحقيق النجاح في عالم التداول. السبريد ليس مجرد فرق بين أسعار العرض والطلب، بل هو أحد العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على تكاليف التداول وربحية الصفقات. من خلال معرفة كيفية حساب السبريد وأثره على نقاط الدخول والخروج، يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات أكثر استنارة. كما أن اختيار الوسيط المناسب الذي يقدم سبريد تنافسي وأدوات تداول متقدمة يساعد في تحسين شروط التداول وتقليل التكاليف المرتبطة.

في النهاية، من خلال تطبيق استراتيجيات لتقليل تكاليف السبريد، مثل التداول خلال ساعات الذروة، تجنب فترات التقلبات، واستخدام أوامر الحد، يمكن للمتداولين التداول بكفاءة أكبر وزيادة الفرص لتحقيق الربح.

إذا كنت مستعداً للانطلاق في رحلتك في عالم التداول مع سبريد تنافسي وأدوات تداول مبتكرة، فلا تفوت الفرصة لتجربة منصة JustMarkets. تقدم JustMarkets بيئة تداول موثوقة مع سبريد ضيق ودعم شامل لمساعدتك في كل خطوة. أنشئ حساباً حقيقياً أو تجريبيا وابدأ اليوم بالتداول.